إن ظاهرة زواج الفتيات القاصرات تعتبر جريمة في حق المجتمع فهذه الظاهرة متفشية منذ القدم وما زالت تتنامى لحد الآن في مجتمعنا الحالي فالأسئلة التي يمكن أن تشغل فكرنا تجاه هذه الظاهرة هي: هل هذه الفتاة قادرة على تكوين أسرة؟ وهل باستطاعتها بناء حياة زوجية هادئة؟ وكيف سيكون مستقبل تلك الفتاة القاصر خارج الزواج؟ وما هي الأسباب المؤدية إلى هذه الظاهرة؟
حسب قول الخبراء في المغرب فالفقر المدقع يدفع الأسرة في المغرب إلى تزويج بناتها القاصرات فهناك مجموعة من الأسباب يجب على السلطات والمجتمع المدني اتخاذ إجراءات حيالها لتغيير الواقع. وحسب إحصائيات وزارة العدل فقد بلغ عدد طالبات زواج القاصر 38710 سنة 2007 وصلت نسبة القبول فيها 86.79% وقد تم تزويج 31 ألف فتاة قاصر في 2008 بالمقارنة مع 29847 سنة 2007 مما يشير إلى أن هذه الظاهرة في تزايد مستمر كما انه من الواجب والضروري وضع مجموعة من الحلول التي يمكن أن تغير الواقع ومن بين هذه الحلول المستهدفة:
1- إعداد حملات توعية مستهدفة عامة عبر وسائل الإعلام السمعية البصرية والمكتوبة وبالأخص السمعية البصرية لأنها الأقرب والأكثر تأثير في المتلقي هدفها بيان الضرر الذي قد ينجم عن الزواج المبكر.
2- التأكيد على أهمية التعليم في حياة الفتيات سواء في المدن أو في القرى.
3- تحسين الظروف الاقتصادية للأسرة الذي يمكن أن يساعد على الحد من هذه الظاهرة.
ونستأنس في موضوعنا عن هذا بقول جمال بدوي متخصص في علم الاجتماع حيال هذه الظاهرة " إن تغيير العقليات أصعب بكثير من تغيير القوانين فالآباء الذين يعيشون في الفقر والأمية يواصلون الاعتقاد بضرورة تزويج الفتيات القاصرات بأسرع وقت ممكن لا يمكنهم تصور المستقبل خارج الزواج" ومن هنا نخلص أن تغيير العقليات يأتي في المرتبة الأولى قبل تغيير القوانين.
وختاما يمكن القول إن هذه الظاهرة أصبحت خطرا يهدد المجتمع المغربي أن كلها تفشت بشكل كبير كلما تزايدت المشاكل في الأسر المغربية والشيء الأكثر خطرا هو من خلال هذه الظاهرة يمكن أن تولد ظاهرة أكثر ضررا وهي ظاهرة الطلاق.