صرح د. زاهي حواس وزير الدولة لشئون الآثار أن بعثة جامعة ييل الأميركية وجامعة بولونيا الإيطالية شمال غرب أسوان بمنطقة الكـــاب كشفتا عن أقدم منظر لملك يرتدى تاج الوجه القبلي، وهو ضمن مجموعة من المناظر الملكية التي ترجع لعصر الأسرة (صفر) و بدء الكتابة الهيروغليفية (3200 ق.م ).
وأضاف حواس في بيان له: أن الكشف يتكون من العديد من المناظر والكتابات الهيروغليفية ،والتي تظهر أول تصوير فريد يصور احتفالاً ملكياً مكتملاً يشبه تماماً ما كان معروفاً في العصور الفرعونية المختلفة، والتي يظهر فيها الفرعون مرتدياً تاج الوجه القبلي وبصحبته ( أتباع حورس ) أو ما يسمى بالبلاط الملكي ، كما هو معروف فى مصادر عصر الأسرات المبكر.
وقالت الدكتورة ماريا كارميلا جاتو Maria Carmela Gatto رئيس البعثة : إن هذا الكشف يعد استكمالاً للموقع الذي اكتشفه في منتصف القرن الماضي عالم المصريات الشهير د./ لبيب حبشي بالقرب من نجع الحمدولاب على الضفة الغربية للنيل شمال مدينة أسوان .
وقد كشفت هذه الدراسة الجديدة والتي ترجع لعصر نهاية حضارة نقـــادة المنتمية لعصر ما قبل التاريخ بالتحديد بين عصر الملك العقرب ،أو أول ملوك الأسرة صفر وهى نفس الفترة التي تؤرخ فيها مقبرة (ودج) (2880-2873 ق.م ) في أبيدوس ونعرمر ، أحد ملوك الأسرة الأولى ( 2960-2770 ق.م) .
وأضافت أن أهمية هذا الكشف يأتي لتفرد وأهمية المناظر المكتشفة في أسوان والتي تظهر منقوشة مثبتة على الصخر من لحظة الانتقال من الموضوعات المصورة في عصر ما قبل الأسرات، و تمثل مواكب القوارب والحيوانات كرموز للسلطة الملكية إلى المصادر المميزة لعصر الأسرات والتي تشير فيها الأحداث من خلال
صورة الملك الموضوعة في وسط المشهد ؛ مما يؤكد أن سلطة الملك تحديداً هي أبرز ما يظهر من مناظر نجع الحمدولاب، حيث يصور بملابس الكاهن الأكبر كرمز للسلطة الدنيوية والإلهية.
ويمكن التعرف عليه في المنظر من خلال الشارات الملكية المميزة له وهي تاج الوجه القبلي الأبيض والموثق في أقدم أشكاله.
ويقول د. محمد البيلى مدير عام آثار أسوان والنوبة: إن النقوش الصخرية في نجع الحمدولاب هى امتداد لسلسلة من الصور المختصرة ضمن مجموعة أشمل من الصور تتضمن مناظر صيد .
وعلى الرغم من استمرار ظهور اليوبيل الملكي ومناظره خلال عصر الأسرات ، فإن سلسلة اليوبيل بنجع الحمدولاب تمثل مزيجا متفردا، حيث تعرض العديد من صور الحيوانات في نقوش نجع الحمدولاب ، والتي تتضمن إحداها شكلاً لسكين عريض النصل مصنوع من الظران الذي يستخدم فى مجال الصيد والذبح .
ويشير المنظر إلى شخص يحمل ريشة على رأسه منبطحاً على الأرض وأسيرا يقوده رجل يحمل قوسا إلى إخضاع الخارجين عن سلطان المملكة المصــرية، ونتائج الحملات العسكرية.
كما تتضمن المناظر القوارب متطورة الشكل ، وهي العنصر العام الموحد في مناظر الاحتفالات المنتمية لعصر ما قبل الأسرات ،وقد قامت البعثة بعمل ترميم للمنظر الرئيسي الذي لحقه التلف مؤخرا بشكل كبير ،ومن خلال توافر الصور الفوتوغرافية الأصلية التي التقطها الدكتور لبيب حبشي، التي كانت موجودة لدى معهد الآثار الشرقية بجامعة شيكاغو، تم عمل تصوير رقمي حديث لتوضيح كافة المناظر التي كانت موجودة وقت الاكتشاف في منتصف القرن الماضي.